مرثية في كريم اسباعين أو أبا إيزة، طفلته قيد حياته قبل أن تمتد إليه بالأمس يد المنون بجود رفعها إلى حضرته.
آه منك يا كريم، وآهات عليك يا أبا إيزة!
ألم يكن بوسعك ان تمهلنا قليلا قبل الرحيل؟
ألم يكن حري بك ان تبوح ولو لواحد منا بقرار الوداع الأخير، الذي نفذته وانت فوق صهوة جوادك في أهبة وعجلة من أمرك نحو أداء الواجب المهني.
آه منك وعليك أيها الامازيغي الثري بغنى روافدك المغربية والانسانية، الموسوم حتى النخاع بتلاقح حب الوطن والبلاد والعباد .
انت ايها الفاعل الجمعوي والاجتماعي بقامة جبال الاطلس وعلو كعب أفورار التي عشقتها بجنون وحرقة الحسرة على إهمالها من قبل من ولو الأمر عليها إلا من رحم ربك.
بأنافتك المعهودة، وعزة النفس الموسوم بها على الدوام، وبقناعة واقتناع وسبق اصرار وترصد، وبإيمان قوي وخشوع أقوى، وبحمد للذي لا يحمد على مكروه سواه، اسرعت الخطا لتلبية نداء الحي الذي لا يموت، لتركن لجواره في هدوء وسكينة المؤمن بقضاء الله وقدره، من دون منازعة ولا كر ولا فر ولا شك ولا ريبة، بل بعزم معقود وبصيرة وحكمة الصوفي العاشق لله في لا منتهاه وفي أبديته وأمده وأزله وسرمديته، لتناجي ربك الداعي لك، في ترحل مستعجل مفجع لنا ،مؤلم لئفئدتنا المكلومة بكثرة وتوالي الفواجع والأنين والآهات.
ما كان لك عزيزنا ان تختبر حبنا لك بهكذا رحيل وغيبة طويلة الى هناك، حيث انت الآن في خلود ورضوان ربك وربنا الحليم بك الغور لك الرحيم بك التائب عنك المعز لك والمذل لغفلة الكثير منا عنك وعن مد صلة الرحيم بك التي تتقطع بين الكثير منا وتتسع دائرتها في شرود منا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
فاسكن انت ومن تحب ممن سبقوك لجوار ربك، وادعوا لنا ان نلقاك وربك وربنا ورب كل العالمين